Recent

ssss

السبت، 6 مايو 2017

انتخابات فرنسا

منطقيٌ جدًا أن تقفز من سفينة تغرق، لكن من غير المنطقي أن تتنصل من قيادتها، وقد كنت واحدًا منهم، وهو ما فعله إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد لعامين كاملين في حكومة فرانسوا هولاند الفاشلة، بعد أن كان مستشاره الاقتصادي لعامين قبلها، والتي عدّها مراقبون أسوأ حكومات جمهورية فرنسا الخامسة.

سرعان ما طارت قصة ماكرون وزوجته التي تكبره بربع قرن من الزمن كالنار في الهشيم، وبالرغم من أنها لا تمثل في عالم السياسة وزنًا، إلا أن كثيرًا من المتابعين لم يتورعوا عن إقحامها في النص السياسي كبادرةٍ حسنةٍ على ما أسموه: مثابرة الرجل وإخلاصه لقلبه ورغباته.

وكي لا نقع في الخطأ ذاته نطوي معكم هذه الصفحة من حياة ماكرون، ونبدأ باستقالته من فريق هولاند العام الماضي أغسطس (آب) 2016، والتي جعلته مُخونًا في نظر الحزب الاشتراكي، الممثَّل في السلطة بالرئيس هولاند وحكومته، وجرى تشبيه ماكرون بالفيلسوف، وعضو مجلس الشيوخ الروماني، ماركوس بروتس، المتهم بالتآمر على يوليوس قيصر وقتله عام 44 ق.م.

القفز من السفينة بدلًا عن إصلاحها

يلمح الأستاذ حازم صاغية في مقالته في الحياة اللندنية، لمشكلة المرشح الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويسحبها على هيلاري كلينتون، المرشحة الخاسرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية الفائتة، وهي الجمع بين التقدّميّة في الجانب الاجتماعيّ والثقافيّ، أي في مسائل العنصريّة والنسويّة والجندرية، والمحافظة في الشقّ الاقتصاديّ، أي في العدالة وتوزيع الثروة.

وفي مجتمع كالمجتمع الفرنسي تكون المشكلة أكثر إعضالًا، ثمة معدلات متزايدة للبطالة تصل لـ 10%، وعجزٌ في الميزان التجاري يزيد عن 6 مليارات يورو، ومعدَّل نمو في الناتج الإجمالي المحلي فقط 0.5%، وهو أقل مما كان عليه الحال قبل رئاسة هولاند.

العديد من العمليات الإرهابية نُفذت في عاصمة السلام باريس، وسط اضطراب أمني غير مسبوق في فرنسا، الكثير من عمليات الاضطهاد اليومية تُرتكب ضد المهاجرين الأفارقة، كل هذا وأكثر يجعل اللعب على الوتر الاجتماعي والثقافي، دون الاقتصادي، أمرًا في غاية السوء لمستقبل فرنسا.


Share:

0 comments:

bbbb

b

Business

ads1